ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نزلت كثير من الايات في كتابنا العزيز تحثنا على البر و الاحسان
واي بر سنتكلم عنه اليوم
البر بالوالدين الأب و الأم
(افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون )
فعقوق الوالدين أيها الإخوة من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله،
كيف لا يكون كذلك وقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً [الإسراء: 23].
وقال تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً [الأنعام: 151].
بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا، وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً [البقرة: 83].
وها نحن نسمع بين الحين والآخر، وللأسف من أبناء الإسلام من يزجر أمه وأباه،
أو يضربهما أو يقتل أمه أو أباه. ....و غير ذلك كثير مما لم نسمعه او نعلمه
ما سبب كل ما نحن فيه ؟؟ ما سبب انتشار مثل ذلك الجرم الكبير
هل انتشار الفساد والأفلام المقيتة بوجهها الكالح، وتشبه طبقة من طبقات المجتمع
بصورة الشاب الغربي الذي يعيش وحده، وليست له أي صلة تربطه بذي رحم أو قريب،
فيتأثر البعض بهذه المناظر فيحصل ما لا تحمد عقباه من العقوق.
أو قلة الوازع الديني في الاسر المسلمة ؟؟ او عدم تربية الابناء التربية الصحيحة ؟؟
قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب،
فلا يغلظ لهما في الجواب، لا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين
يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما. ...هل هناك من يفعل هذا ؟
وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. . الآية.
(وقل لهما قولاً كريماً) أي اللين اللطيف المشتمل على
العطف والاستمالة وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبهما ما أمكن لا سيما عند الكبر،
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) واظهار الاستكانة والذل والخضوع،
واحتمال ما يصدر منهما، ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما.
ثم أن يدعو لهما، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
كان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا
أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته،
فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.
ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل تبرهما وتحسن إليهما حتى ولو أمراك بالكفر بالله،
وألزماك بالشرك بالله، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون.
وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات.
كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال
بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال
أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى
عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي
الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت
كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ
بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم
حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم
حتى يرون السماء)).
اما صور العقوق فهي كثيرة عفانا الله منها و ابعدنا عنها اجمعين
* يدخل الزوج وهو يعيش مع والديه أو أن والديه يعيشان عنده، يدخل البيت معبس
الوجه مكفهر الجبين، فإذا دخل غرفة نومه سمعت الأم الضحكات تتعالى من وراء باب
الحجرة، أو يدخل ومعه هدية لزوجه فيعطي زوجته، ويدع أمه،
*دخل رجل ومعه زوجته الى محل مجوهرات ، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ
الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما
راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً،
وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتما فأعجبها لكي تلبسه في هذا
العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى
صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة
تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد
اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت،
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
من أحق بالبر: المرأة التي هي سبب وجودك، والتي حملتك في بطنها تسعة
أشهر، وتألمت من حملك، وكابدت آلام وضعك، بل وغذتك من لبنها، وسهرت ونمت،
وتألمت لألمك، وسهرت لراحتك، وحملت أذاك وهي غير كارهة، وتحملت أذاك وهي
راضية، فإذا عقلت ورجت منك البر عققتها، وبررت امرأة لم تعرفها إلا سنةً أو سنتين أو شهراً أو شهرين
لا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك